ارتفعت حدة التطورات في مشهد الصراع الروسي الأوكراني، اليوم الثلاثاء، مع مطالبات جدية من قبل كييف بتغليظ العقوبات على موسكو، واكبتها به ألمانيا بوقف مشروع خط أنابيب الغاز الشهير.
وقابلت روسيا تلك الخطوات بتصديق مجلس نوابها على قرار الرئيس فلاديمير بوتين الاعتراف باستقلال منطقتي دونيتسك ولوغانسك شرقي أوكرانيا، وسط تهديدات غربية بفرض عقوبات "قاسية" ضد موسكو.
تعليق "نورد ستريم 2"
وفي سياق الرد على الخطوة الروسية، طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الثلاثاء، بوقف فوري لمشروع "نورد ستريم 2"، فيما تدرس بلاده قطع علاقاتها مع موسكو، ردًا على قرار الرئيس فلاديمير بوتين اعتراف روسيا بالمنطقتين الانفصاليتين شرقي أوكرانيا.
واعتبر زيلينسكي في تصريحات أمام الصحافيين أنّ الكرملين يمهد الطريق أمام هجوم عسكري كبير على أوكرانيا.
وقال إنّ إجراءات الرئيس الروسي تستدعي ردًا سريعًا بعقوبات اقتصادية من جانب الغرب، مؤكدًا أن ذلك يجب أن يتضمن "الوقف الفوري لنورد ستريم 2" المشروع الذي ينقل الغاز الروسي إلى ألمانيا تحت بحر البلطيق، والذي أثار اكتمال بناؤه رغم عدم بدء تشغيله، غضب الولايات المتحدة وحلفاء أوكرانيا شرقي أوروبا.
ولم يتأخر الرد الألماني فقد أعلن المستشار الألماني أولاف شولتس، اليوم الثلاثاء قراره تعليق المشروع بعد أن رفض الفكرة في البداية.
وقال شولتس إنه واثق من أن الاتحاد الأوروبي سيوافق على فرض حزمة "عقوبات شديدة" على روسيا بعد خطوتها الأخيرة، ردًا على سؤال بشأن مسألة موافقة التكتل الذي يضم 27 عضوًا بالاجماع على الإجراءات.
واعتبر المستشار الألماني أن "خط نورد ستريم 2 لا يمكن أن يمضي قدمًا في ضوء الإجراءات الروسية الأخيرة".
وسط تنديد الغرب والتهديد بالعقوبات.. #روسيا تمضي في نشر قواتها العسكرية في #دونيتسك و #لوغانسك بعد إعلان استقلالهما#أوكرانيا تقرير: دلولة حديدان تابعوا المزيد عبر البث المباشر للتلفزيون العربي على يوتيوبhttps://t.co/VLgRtlxUjQ pic.twitter.com/oXy3HAYIVY
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) February 22, 2022
"مجرم يريد احتجاز العالم"
بدوره، أوضح زيلينسكي في مؤتمر صحافي مع نظيره الإستوني آلار كاريس أنه تلقى "طلبًا من وزارة الخارجية للنظر في مسألة قطع العلاقات بين أوكرانيا والاتحاد الروسي".
وجاءت كلمة الرئيس الأوكراني في وقت تحشد روسيا جيشها على حدود بلاده، في حين كانت الخارجية الأوكرانية تستدعي القائم بأعمال سفارتها في موسكو.
وعزز اللغة المرتفعة من قبل كييف، تحذير من وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي رزنيكوف في خطاب موجه إلى جنود بلاده، اليوم الثلاثاء، من "محنة" و"خسائر" مقبلة بعد قرار روسيا الأخيرة والذي أعقبه دخول قوات من جيشها المنطقتين المعنيتين.
ودعا رزنيكوف في خطاب على موقع الوزارة جنوده للاستعداد للحرب. وقال: "ستكون هناك محن وخسائر. سيتعيّن علينا تحمّل الألم وتجاوز الخوف واليأس".
لكنه أضاف: "سننتصر حتمًا، إننا على أرضنا"، معتبرًا أنّ "الكرملين اتّخذ خطوة جديدة لإعادة إحياء الاتحاد السوفياتي". وأضاف أن بوتين "كشف بالأمس عن وجهه الحقيقي، وجه مجرم يريد احتجاز العالم الحر بأكمله رهينة".
تجاهل روسي
في الجانب المقابل، كان مجلس النواب الروسي يصوت، اليوم الثلاثاء، لصالح الموافقة على معاهدات صداقة مع جمهورتي دونيتسك ولوغانسك.
ومن شأن معاهدات الصداقة، التي تدخل حيز التنفيذ بتوقيع بوتين عليها، أن تمهد الطريق أمام موسكو لبناء قواعد عسكرية هناك، وتبني موقف دفاعي مشترك وتقوية التكامل الاقتصادي.
دبلوماسيًا، تجاهل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم، التهديد بفرض عقوبات، معتبرًا أن الغرب سيفرضها بغض النظر عن الأحداث، ووصف ردّ الفعل على اعتراف روسيا بالمنطقتين الانفصاليتين بأنه متوقع.
وقال: "لن يتوقف زملاؤنا الأوروبيون والأميركيون والبريطانيون ولن يهدأوا حتى يستنفدوا كل ما في وسعهم لفرض ما يسمونه بعقاب روسيا. هم بالفعل يهددوننا بكل أشكال العقوبات، أو ما يسمونه الآن بأم العقوبات".
وأضاف: "حسنًا، اعتدنا على ذلك. نحن نعلم أنه ستُفرض العقوبات بأي حال من الأحوال، بسبب أو بدون سبب".